لأجلهم أقدس أنا ذاتي

العالم لا تسكن الامه الكلمات ولا تستأصل أورامه بالعظات. العالم يحتاج دائما الي روح فدية, الي نفوس تموت كل يوم لتحفظ شهادة الانجيل حية حتي تستطيع أن تقبلها النفوس المريضة وتحيا بها. العالم يحتاج الي نفوس تبذل دمها لتوصل اليه روح الحياة التي للمسيح. العالم يحتاج الي نفوس تحترق وتصلب في الامها وضيقاتها, دون أن تنزل الي مستوي الأنين, لتنير بتمسكها بالله طريق الأيمان أمام المتشككين والجاحدين واليائسين. العالم يحتاج الي قديسين ويتطهرون لا من أجل أنفسهم بل من أجل الذين لا يؤمنون بالقداسة ولا بالطهارة

.واضح أن المسيح مات ليعيش العالم, ولأن المسيح مات عن العالم وقام, أقام العالم معه أيضا. والله وضه الكنسية في العالم ووهبها روح القيامة لتموت, لا يمكن أن تقوم, وروح القيامة يفارقها, والعالم اذا مات يموت بذنبها.المسيح جعل نفسه سكة يطأها العالم, ودمه المسفوك وجسده طريقا يعبر عليه الخاطئ والأثيم حتي يصل للاب. هكذا الكنيسة أيضا جعلها الله طريقا, لا بتعاليمها ولا بصلواتها وحسب. ولكن قبل كل شئ بموتها عن العالم.

 وكل قديس عليه أن يمات كل النهار لا من أجل نفسه بل من أجل العالم الذي أحبه الله.الكنسية ليس لها عمل علي الأرض الا أن تحب المسيح, وبالتالي أن تموت عن الأخرين, لكي تسعد كافه الناس بهذا الحب المحيي. 

Read more

القداس القبطي الأرثوذكسي

القداس القبطي الأرثوذكسي يتكون من عدة اجزاء ، تبدأ من العشية + وتسبحة نصف الليل + باكر ثم القداس الالهى(تقدمة الحمل + قداس الكلمة +اا قداس المؤمنين + التوزيع والتناول)تقدمة الحمل، وهى فى الأصول الاولى ليست مجرد تقديم القربان والخمر بل هى تعنى تقديم الإنسان نفسه وكل ما يملك قلبه وعقله لللهالقداس هو ذبيحة حب متبادل بين الإنسان والله. المسيح يقدم نفسه ذبيحة عن الإنسان، والإنسان يقدم قربانه بل كل ما عنده لله ذبيحة حب لله فى شخص المسيح

لذلك فعند بداية القداس والقبلة المقدسة يصرخ الشماس ويقول قدموا ، قدموا ،قدموا على هذا الرسم ،فى القداس يتقابل الله المحب للإنسان مع الإنسان المحب لله ، يتقابل الاثنان على المذبح الذى هو صليب المسيح ، فيقدم المسيح نفسه ذبيحة حب عن خلاص جنس البشر ، ويقدم الإنسان الروحاني نفسه وكل ما يملك ، كل مشاعره وكل امكانياته بل كل حياته كل طاقاته على نفس المذبح ليشارك المسيح ذبيحته بالقداس ذبيحة حب متبادل ، لا يصح ان نتقدم لله فى كنيسته بلا اى تقدمة ، الحب ينموا بالعطيةفالسيد لم يرسل ملاكا ولا رئيس ملائكة ولا نبى لفدائنا وخلاصنا بل هو هو بذاته نزل إلينا من السماءنزل إلى أرضنا وحقارتنا، فيلزم ان نشاركه هذه الذبيحة ، فنقدم ذواتنا له ونتخلى عن كل ملذاتنا، ونترك كل شهواتنا كما قال الرسول بولس ، من أجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح.هناك كثيرين يقدمون لله ببخل وكسل وتراخي ، وهم لا يعلمون انهم يسيؤون إلى أنفسهم ، فالله ليس محتاجا إلى ذهبك وفضتك، بل محتاج إلى قلبك وهذه التقدمة للغنى والفقير على السواء لرجال الكهنوت والعلمانيين معًا فهذه الذبيحة تكتسب قيمتها من نوعية التقدمة وليس من ثمنها ، فلا نقدم لله بكسل واهمال ولا نقدم لله ببخل أو شح ، بل نكون مستعدين لنقدم لله الكل لكن نتصالح معه 

Read more

المسيح هو النور

“في البَدءِ كانَ الكلِمَةُ، والكلِمَةُ كانَ عِندَ اللهِ، وكانَ الكلِمَةُ اللهَ. هذا كانَ في البَدءِ عِندَ اللهِ. كُلُّ شَيءٍ بهِ كانَ، وبغَيرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيءٌ مِمّا كانَ. فيهِ كانتِ الحياةُ، والحياةُ كانتْ نورَ النّاسِ، والنّورُ يُضيءُ في الظُّلمَةِ، والظُّلمَةُ لَمْ تُدرِكهُ. كانَ إنسانٌ مُرسَلٌ مِنَ اللهِ اسمُهُ يوحَنا. هذا جاءَ للشَّهادَةِ ليَشهَدَ للنّورِ، لكَيْ يؤمِنَ الكُلُّ بواسِطَتِهِ. لَمْ يَكُنْ هو النّورَ، بل ليَشهَدَ للنّورِ. كانَ النّورُ الحَقيقيُّ الّذي يُنيرُ كُلَّ إنسانٍ آتيًا إلَى العالَمِ. كانَ في العالَمِ، وكوِّنَ العالَمُ بهِ، ولَمْ يَعرِفهُ العالَمُ. إلَى خاصَّتِهِ جاءَ، وخاصَّتُهُ لَمْ تقبَلهُ. وأمّا كُلُّ الّذينَ قَبِلوهُ فأعطاهُمْ سُلطانًا أنْ يَصيروا أولادَ اللهِ، أيِ المؤمِنونَ باسمِهِ. الذينَ وُلِدوا ليس مِنْ دَمٍ، ولا مِنْ مَشيئَةِ جَسَدٍ، ولا مِنْ مَشيئَةِ رَجُلٍ، بل مِنَ اللهِ. والكلِمَةُ صارَ جَسَدًا وحَلَّ بَينَنا، ورأينا مَجدَهُ، مَجدًا كما لوَحيدٍ مِنَ الآبِ، مَملوءًا نِعمَةً وحَقًّا. يوحَنا شَهِدَ لهُ ونادَى قائلًا: «هذا هو الّذي قُلتُ عنهُ: إنَّ الّذي يأتي بَعدي صارَ قُدّامي، لأنَّهُ كانَ قَبلي». ومِنْ مِلئهِ نَحنُ جميعًا أخَذنا، ونِعمَةً فوقَ نِعمَةٍ. لأنَّ النّاموسَ بموسَى أُعطيَ، أمّا النِّعمَةُ والحَقُّ فبيَسوعَ المَسيحِ صارا.”‮‮يوحَنا‬ ‭1:1-17‬ ‭

‬النور يضيء فى الظلمة، والظلمة لم تدركهالمسيح هو النور وهو دائما ينير ، حتى فى أصعب أوقات الظلمة تجد المسيح دائما منير وينير للآخرين ، المسيح ينبوع اضاءة مستمر لا ينطفئ أبدا ، كل إنسان يسير مع المسيح يتمتع بالنور، والنور الذي يعطيه المسيح يضيء فى الداخل كما فى الخارج فيستضئ الإنسان بنور المسيح ، "" بنورك يا رب نعاين النور "فالعقل ينور ويفهم والقلب ينور ويفرح بالمسيح ، والأرجل تسير على طريق النور ولا تتعثر ، لأنها تسلك فى نور المسيح، والأذن تستنير وتسمع صوت الرب بوضوح وتميزه ، وبالنتيجة لهذا النور النجاح ، ينجح الإنسان فى كل ابعاد حياته ، فى دراسته يحصل على شهادات متميزة وفى عمله ينجح ويكون شخصية قيادية وفى زواجه ينجح وكأب مع أولاده ينجح ، وفى شيخوخته ينجح وحتى فى نهاية حياته ينجح ، إذ يخرج من هذا العالم المعادى ليعيش فى العالم الأبدي السماوي مع الغالبية والمنتصرين ،أما الإنسان الذى بلا مسيح وبلا إيمان ، فإنه يفقد النور من حياته فيعيش فى الظلمة والظلام أعمى عينيه تنطفئ المشاعر وتتجمد كلمات الإنجيل ، وتصاب الأذن بالصمم ، فلا تسمع ولا تفهم ولا تميز ، وتتعثر خطوات الإنسان ، وينكفئ على نفسه، فلا يرى غير ذاته المظلمة ، والشيطان يلفه فى ظلمة اكثر وأكثر لانه رفض النور ، وتناهى حياة هذا ألانسان بائسة فقيرة مظلمة ليس له مخلص وليس له فاد ٍ، وإما يصاب باليأس أو خيبة الأمل وقطع الرجاء ويعيش غريبا فى بيته وربما يفكر فى جرائم وسجن وانتحار .لذلك أقول لأولادي تمسك بالنور ، فإنه سلاحك الذى يقهر الشيطان ، تمسك بمسيحي ولا تتخلى عنه أبدا تمسك بانجيلك ، وتمسك بصلاتك بكل أمانة لكي تنجو

Read more
© St. George's Coptic Orthodox Church | Copyright (C) 2019. All rights reserved